ســجود التـلاوة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] دليله :
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ عَلَيْنَا السُّورَةَ فِيهَا السَّجْدَةُ فَيَسْجُدُ وَنَسْجُدُ حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُنَا مَوْضِعَ جَبْهَتِهِ .
( حديث صحيح – أخرجه البخاري في صحيحه – في باب مشروعية سجود التلاوة ) .
فضله :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ ،
اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ : يَا وَيْلَهُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ يَا وَيْلِي أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ ،
وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ . ( حديث صحيح – أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الإيمان ) .
حكمه :
ذهب جمهور العلماء إلى أن سجود التلاوة سنة للقارئ والمستمع ، لما رواه البخاري عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -
رَضِي اللَّه عَنْه - قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ بِسُورَةِ النَّحْلِ حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ نَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ ،
حَتَّى إِذَا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الْقَابِلَةُ قَرَأَ بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا نَمُرُّ بِالسُّجُودِ فَمَنْ سَجَدَ فَقَدْ أَصَابَ
وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ، وَلَمْ يَسْجُدْ عُمَرُ رَضِي اللَّه عَنْهم . ( حديث صحيح – أخرجه الإمام البخاري في صحيحه –
كتاب الجمعة ) .
وقد رجح الحافظ بن حجر أن الترك كان لبيان الجواز ، وبه جزم الشافعي ، ويؤيد ذلك ما رواه البزار والدراقطني
مواضع السجود :
وهي في القرآن الكريم خمسة عشر موضعاً .
فعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ – رضي الله عنه - : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَجْدَةً فِي الْقُرْآنِ ،
مِنْهَا ثَلَاثٌ فِي الْمُفَصَّلِ وَفِي سُورَةِ الْحَجِّ سَجْدَتَانِ ) ( حديث حسن – أخرجه الترمذي في سننه ، وأبو داود في سننه ،
وابن ماجة في سننه ، والإمام مالك في الموطأ ) ،
وهم :
( إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ) ( سورة الأعراف – الآية 2.6 ) .
( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ) ( سورة الرعد – الآية 15 ) .
( ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون ) ( سورة النحل – الآية 49 ) .
(قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً)
(سورة الإسراء – الآية 1.7).
( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً ) ( سورة مريم – الآية 58 ) .
( ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب
وكثير حق عليه العذاب ، ومن يهن الله فما له من مكرم ، إن الله يفعل ما يشاء ) ( سورة الحج – الآية 18 ) .
( يأيّهَا الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) ( سورة الحج – الآية 77 ) .
( وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا ، وزادهم نفورا ) ( سورة الفرقان – الآية 6 ) .
( إلا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون ) ( سورة النمل – الآية 25 ) .
( إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خرُّوا سجداً وسبحوا يحمد ربهم وهم لا يستكبرون ) ( سورة السجدة – الآية 15 ) .
( وظنَّ داود أنما فتناه ، فاستغفر ربه وخرَّ راكعاً وأناب ) ( سورة ص – الآية 24 ) .
( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون )
( سورة فصلت – الآية 37 ) .
( فاسجدوا لله واعبدوا ) ( سورة النجم – الآية 62 ) .
( وإذا قُرئ عليهم القرآن لا يسجدون ) ( سورة الانشقاق – الآية 21 ) .
( واسجد واقترب ) ( سورة العلق – الآية 19 ) .
ما يشترط لسجود التلاوة :
اشترط جمهور الفقهاء لسجود التلاوة ما اشترطوه للصلاة ، من طهارة واستقبال قبلة وستر عورة .
قال الشوكانبي : ليس في أحاديث سجود التلاوة ما يدل على اعتبار أن يكون الساجد متوضئاً .
وقد ذكر البخاري بَاباً في سُجُودِ الْمُسْلِمِينَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكُ نَجَسٌ لَيْسَ لَهُ وُضُوءٌ ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ -
رَضِي اللَّه عَنْهمَا - يَسْجُدُ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ . وإن كان راكباً أو ماشياً فسمع السجود ، فيومئ برأسه .
الدعاء فيه :
من سـجد سـجود التلاوة دعا بـمـا شـاء ، ولم يصح عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم في ذلك إلا حديث عائشة
وعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( حديث طويل ) إلى أن قال : ( ... وإذا سَجَدَ قَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ سَجَدَ
وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) ( حديث صحيح -
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب صلاة المسافرين ) .
السجود في الصلاة :
يجوز للإمام والمنفرد أن يقرأ آية السجدة في الصلاة الجهرية والسرية ويسجد متى قرأها .
عَنْ أَبِي رَافِعٍ – رضي الله عنه - قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه - صَلَاةَ الْعَتَمَةِ فَقَرَأَ
إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ، فَسَجَدَ فِيهَا فَقُلْتُ لَهُ : مَا هَذِهِ السَّجْدَةُ ، فَقَالَ : سَجَدْتُ بِهَا خَلْفَ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَلَا أَزَالُ أَسْجُدُ بِهَا حَتَّى أَلْقَاهُ ) ( حديث صحيح – أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب المساجد ومواضع السجود ) .
قال النووي : لا يكره قراءة السجدة عندنا للإمام كما لا يكره للمنفرد ، سواء كانت الصلاة سرية أو جهرية ،
ويسجد متى قرأها .
وقال مالك : يكره مطلقاً .
وقال أبو حنيفة : يكره في السرية دون الجهرية .
قضاؤه :
يرى الجمهور أنه يستحب السجود عقب قراءة آية السجدة أو سماعها ، فإن أخر السجود لم يسقط ما لم يطل الفصل .
فإن طال فإنه يفوت ولا يقضى .