[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فتوي:: هل يستحب إغلاق أبواب المنازل في الليل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]السؤال: هل هذا الحديث صحيح : وقت غروب الشمس نقول : بسم الله . ونغلق الشبابيك ، كي لايدخل الجن ؟
الجواب:
الحمد لله
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمرنا بإغلاق الأبواب وذكر اسم الله في الليل ،
عند دخول الليل ، وعند النوم والمبيت ، وذلك كي يحفظ المسلم بيته وأهله من دخول كل شيطان
ضار من شياطين الإنس والجن ، وكذلك من دخول الحيوانات والحشرات المؤذية .
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ،
فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ،
وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ )
رواه البخاري (3280) واللفظ له، ومسلم (2012) ولفظه :
( غَطُّوا الْإِنَاءَ ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ ، وَأَغْلِقُوا الْبَابَ ، وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَحُلُّ سِقَاءً ،
وَلَا يَفْتَحُ بَابًا ، وَلَا يَكْشِفُ إِنَاءً )
وقد بوب عليه الإمام النووي بقوله :
" باب الأمر بتغطية الإناء ، وإيكاء السقاء ، وإغلاق الأبواب ، وذكر اسم الله عليها ، وإطفاء السراج والنار عند النوم ، وكف الصبيان والمواشي بعد المغرب " انتهى.
وروى مسلم (2013) في الباب نفسه عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لَا تُرْسِلُوا فَوَاشِيَكُمْ وَصِبْيَانَكُمْ إِذَا غَابَتْ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ ،
فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْبَعِثُ إِذَا غَابَتْ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ )
ورواه ابن حبان في " صحيحه " (4/90) بلفظ :
( أَوْكُوا الأَسْقِيَةَ ، وَغَلِّقُوا الأَبْوَابَ إِذَا رَقَدْتُمْ بِاللَّيْلِ ، وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي ،
فَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْبَابَ مُغْلَقًا دَخَلَ ، وَإِنْ لَمْ يَجِدِ السِّقَاءَ مُوكًى شَرِبَ مِنْهُ ، وَإِنْ وَجَدَ الْبَابَ مُغْلَقًا وَالسِّقَاءَ مُوكًى
لَمْ يَحْلِلْ وِكَاءً وَلَمْ يَفْتَحْ بَابًا مُغْلَقًا ، وَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ لِإِنَائِهِ الَّذِي فِيهِ شَرَابُهُ مَا يُخَمِّرُهُ ، فَلْيَعْرِضْ عَلَيْهِ عُودًا )
قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله :
" وفي هذا الحديث الأمر بغلق الأبواب من البيوت في الليل ، وتلك سنة مأمور بها رفقا بالناس
لشياطين الإنس والجن ، وأما قوله : ( إن الشيطان لا يفتح غلقا ، ولا يحل وكاء )
فذلك إعلام منه وإخبار عن نعم الله عز و جل على عباده من الإنس ، إذ لم يعط قوة على فتح باب
ولا حل وكاء ولا كشف إناء ، وأنه قد حرم هذه الأشياء ، وإن كان قد أعطي ما هو أكثر منها من
التخلل والولوج حيث لا يلج الإنس " انتهى.
" الاستذكار " (8/363)
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قال ابن دقيق العيد : في الأمر بإغلاق الأبواب من المصالح الدينية والدنيوية حراسة الأنفس والأموال
من أهل العبث والفساد ، ولا سيما الشياطين .
وأما قوله : ( فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا ) فإشارة إلى أن الأمر بالإغلاق لمصلحة إبعاد الشيطان
عن الاختلاط بالإنسان ، وخصه بالتعليل تنبيها على ما يخفى مما لا يطلع عليه إلا من جانب النبوة ،
قال: واللام في الشيطان للجنس ، إذ ليس المراد فردا بعينه " انتهى.
" فتح الباري " (11/87)
وقال أيضا رحمه الله :
" قال القرطبي : جميع أوامر هذا الباب من باب الإرشاد إلى المصلحة ، ويحتمل أن تكون للندب ،
ولا سيما في حق من يفعل ذلك بنية امتثال الأمر .
وقال ابن العربي : ظن قوم أن الأمر بغلق الأبواب عام في الأوقات كلها ، وليس كذلك ،
وإنما هو مقيد بالليل ؛ وكأن اختصاص الليل بذلك لأن النهار غالبا محل التيقظ بخلاف الليل ،
والأصل في جميع ذلك يرجع إلى الشيطان ، فإنه هو الذي يسوق الفأرة إلى حرق الدار " انتهى.
" فتح الباري " (6/356-357)
وقال الخطيب الشربيني الشافعي رحمه الله :
" ويسن إذا جن الليل تغطية الإناء ولو بعرض عود ، وإيكاء السقاء ، وإغلاق الأبواب مسميا لله تعالى في الثلاثة ،
وكف الصبيان والماشية أول ساعة من الليل ، وإطفاء المصباح للنوم " انتهى.
" مغني المحتاج " (1/31)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ينبغي للإنسان إذا نام أن يجافي الباب بمعنى يغلقه " انتهى.
" شرح رياض الصالحين "
والله أعلم .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]