بلال بن رباح (رضي الله عنه) اول مسحراتي في التاريخ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يرتبط بشهر رمضان المبارك الكثير من العادات والتقاليد ، ولكن المسحراتي يبقى أهم شخصيات
هذا الشهر الفضيل، وفي عموم الدول العربية فهو الشخص الذي يطوف الأحياء قبيل أذان الفجر مرددا عبارات
مثل "اصحى يا نايم..وحّد الدائم، أو "السحور يا عباد الله" و"يا نايم اذكر الله...يا نايم وحّد الله...قوموا
على سحوركم،
كما يردد أحياناً المدائح النبوية، ولطبلته المعلقة بواسطة حبل في رقبته والمتدلية على صدره صوت مميز
يدركها
الإنسان عن بعد لأن العصا المستخدمة هي خاصة بها أيضا، وعادة ما يتوارث الأبناء هذه المهنة عن آبائهم ،
تلك المهنة التي يقتصر عملها في شهر رمضان فقط. و التي لا وجود لها في غيره من الشهور
ومن المؤكد ان هذه المهنة ارتبطت بهذا الشهر الكريم منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
«وكان بلال بن رباح رضي الله عنه أول مسحراتي في التاريخ الإسلامي حيث كان يجوب الشوارع والطرقات
لإيقاظ الناس للسحور بصوته العذب طوال الليل وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم » يقول«إن بلالا ينادي بليل،
فكلوا واشربوا حتي ينادي ابن أم مكتوم وكان ابن أم مكتوم هو الذي يتولى أذان الفجر، ومنذ ذلك التاريخ أصبح المسحراتي
مهنة رمضانية خالصة
وفي العصر العباسي كان المسحراتي ينشد شعرا شعبيا يسمى «القوما» طوال ليالي رمضان وربما كان ذلك
عائدا الي ازدهار فن الشعر في هذا العصر أما بداية ظهور الإيقاع أو الطبلة في يد المسحراتي فكانت في مصر حيث
كان المسحراتي يجوب شوارع القاهرة وأزقتها وهو يحمل طبلة صغيرة ويدق عليها بقطعة من الجلد أو الخشب
وغالبا ما كان يصاحبه طفل صغير أو طفلة ممسكة بمصباح لتضيء له الطريق وهو يردد نداءاته المميزة اصحى
يا نايم وحد الدايم أو ينطق بالشهادتين بصوت أقرب الى التنغيم منه الى الحديث ثم يقول « أسعد الله لياليك يا فلان،
ويذكر اسم صاحب المنزل الذي يقف أمامه وغالبا ما كان يعرف أسماء جميع الموجودين في المنزل من الرجال
ويردد الدعاء لهم واحدا واحدا ولم يكن يذكر اسم النساء إلا إذا كان بالمنزل فتاة صغيرة لم تتزوج فيقول أسعد الله لياليك
يا ست العرايس.
وكان من عادة النسوة في ذلك الوقت أن يضعن قطعة معدنية من النقود ملفوفة داخل ورقة ثم يشعلن أحد أطرافها
ويلقين بها الى المسحراتي الذي يستدل على مكان وجودها ثم يرتفع صوته بالدعاء لأهل المنزل جميعا ثم يقرأ
الفاتحة
وقد انتشرت هذه المهنة في الولايات الإسلامية، فقد كان أهل الشام ذوي طقوس خاصة تحيط بالمسحراتي؛
حيث كان المسحراتية في الشام يطوفون على البيوت وهم يعزفون على العيدان والصفافير وينشدون الأغاني
الخفيفة.
فى بغداد كان "ابن نقطة" أشهر من عملوا بالتسحير، حيث كان موكلا إليه إيقاظ الخليفة الناصر لدين الله العباسي،
فقد كان ابن نقطة يتغنى بشعر يسمى "القوما" مخصص للسحور، وهو شعر شعبي له وزنان مختلفان ولا يلتزم فيه
باللغة العربية، وقد أطلق علية اسم القوما لأنه كان ينادي ويقول: "يا نياما قوما.. قوما للسحور قوما"،
وقد أعجب الخليفة بسلامة ذوقه ولطف إشارته اما عن مهنة المسحراتي الآن في بغداد خصوصا0
وعلى الرغم من تدني حالة التدهور الأمني الشديد الذي يعاني منه العراق ، يجوب "المسحراتي"
شوارع العاصمة بغداد ليلا متحملا المخاطر في سبيل إيقاظ الصائمين لتناول السحور خلال شهر رمضان الكريم
كما أن وسائل الإعلام الحديثة أثرت على المسحراتي وجعلته في طريقه للانقراض ورغم كل ذلك فإنه
لا يزال يتمسك بعاداته وما زال مرتبطا بقلوب الناس؛